JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Accueil

ناجي الجعفراوي: تحرير على وقع فقد "صوت غزة" – قصة التناقض الفلسطيني

 

ناجي الجعفراوي: تحرير على وقع فقد "صوت غزة" – قصة التناقض الفلسطيني






 ناجي الجعفراوي: تحرير على وقع فقد "صوت غزة" – قصة التناقض الفلسطيني

الكلمات المفتاحية: صالح الجعفراوي، ناجي الجعفراوي، أسير محرر، صوت غزة، استشهاد صالح الجعفراوي، عذابات الأسر.


المشهد المأساوي: التحرير يتقاطع مع الفقد

في مشهد يلخص عمق المأساة الإنسانية والتناقضات التي يعيشها الفلسطينيون، خرج الأسير ناجي الجعفراوي من سجن إسرائيلي ضمن اتفاق التبادل، لكن الفرحة لم تكتمل. جاء تحريره بعد يوم واحد فقط من مقتل شقيقه الصحفي والناشط البارز، صالح الجعفراوي، الذي اغتاله رصاص الغدر أثناء تغطيته آثار الدمار في غزة [1، 10].

سرد ناجي هذه المشاعر المتناقضة: "فعلاً هي غصة اختلجت القلب واعتصرت المشاعر"، وتساءل: هل يفرح بالفرج والإفراج، أم يحزن لفقدان شقيقه، توأم روحه "الصالح"، الذي كان يعد العدة ليكون أول المستقبلين له عند عودته؟ لخص ناجي هذا المصير بقوله: "قدر الفلسطيني بكل الأحوال".


صالح الجعفراوي: رسالة لا تموت وصوت الحقيقة

لم يكن صالح الجعفراوي (27 عاماً) مجرد صحفي، بل كان "صوت الناس ومرآة وجعهم". لقد نذر نفسه لنقل معاناة شعبه منذ بدء العدوان، رافضاً الحياد ورافضاً مغادرة القطاع رغم المخاطر الجسيمة [10، 14].

شجاعة وإقدام في وجه التهديد

كان صالح يؤمن بأن "الصورة قد تكون أقوى من الرصاص، وأن العالم يحتاج لمن يصور الحقيقة كما هي بلا تزييف".

  1. رفض المغادرة والإصرار على التغطية: لم تثنه المخاطر عن أداء رسالته، بل زادته إصراراً على البقاء في الصفوف الأمامية يوثق ويكشف.
  2. التهديد والتحريض المباشر: رفض صالح مغادرة غزة رغم التهديدات المتكررة والتحريض الإسرائيلي المستمر ضده، خاصة من الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي [10، 13].
  3. الوصول إلى العالمية: رغم محاولات شركة "ميتا" لإغلاق حساباته لمنعه من إيصال الحقيقة، وصل صالح إلى العالمية وجمع أكثر من 10 ملايين متابع على إنستغرام، وأوصل صورة غزة "كما لم يفعل أحد" [12، 15].
  4. تاريخ من الصمود: عُرف صالح بالشجاعة والإقدام منذ صغره، وواصل مسيرته منذ مسيرات العودة عام 2018، حيث أصيب أكثر من مرة [12، 15].

الوجه الإنساني الذي رفض التواطؤ

تجاوز دور صالح الإطار الإعلامي ليصبح وجهًا إنسانياً فاعلاً:

  • العمل الخيري والمساعدات: شارك في عشرات المبادرات لمساعدة النازحين والمكلومين.
  • حملة المستشفى: ساهم في حملة ضخمة لإعادة بناء مستشفى للأطفال في غزة، جمعت 10 ملايين دولار في وقت قياسي.
  • بطولات إنسانية: روى شقيقه ناجي قصصاً عن إنقاذ صالح لأشخاص من خيام مشتعلة أو من القصف.
  • العمق الثقافي: كان صالح حافظاً للقرآن كاملاً، ومنشداً موهوباً، واستغل صوته لرفع المعنويات عبر أناشيده، وآخرها أغنية "قوية يا غزة" [12، 14].

استشهاده والاتهام المباشر

اغتيل صالح برصاص الغدر أثناء توثيقه آثار الدمار في حي تل الهوى جنوب غزة، حيث باغته "عملاء متعاونون مع الاحتلال" وأطلقوا عليه النار في صدره. يوجه شقيقه ناجي الاتهام بشكل واضح، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي هو "المتهم الأول والأخير"، وذلك بسبب التهديدات التي وجهها له ولأهله [7، 8].


ناجي الجعفراوي: عذابات الأسر والمحاكمة الهزلية

لم تكن قصة ناجي أقل مأساوية، فقد اعتُقل في 8 مارس 2024، من داخل مجمع الشفاء الطبي بينما كان يتلقى العلاج تحضيراً لعملية جراحية، وبقي على هذه الحال دون أدنى مبرر حتى خروجه [2، 3].

قسوة ما بعد الحرب

اشتَدت معاملة الأسرى بعد الحرب، ووصفها ناجي بأنها "ويلات وعذابات" لا يصفها كلمات.

  • الوضع اللاإنساني: كان الأسرى يُجبرون على الجلوس معصوبي الأعين، مكبلي الأيدي بالحديد، ممددين على أقفيتهم لأكثر من 18 ساعة في اليوم.
  • الإهمال الصحي: كان مكان احتجازهم أشبه بـ "بركس" تتلقى أجسادهم روث الطيور، مما عرضهم لأمراض جلدية كثيرة.
  • الإهانات المستمرة: رافقتهم الألفاظ النابية والتهديدات بالموت حتى لحظة الإفراج، وهم يفكّون القيود من أيديهم وأقدامهم [3، 4].

اعتقال تعسفي بلا تهمة

كشف ناجي عن الطبيعة العبثية لاعتقاله، حيث وصف المحاكمات بأنها "هزلية شكلية صورية":

  • تمديد دون تهمة: تم تمديد اعتقاله لفترة غير معلومة، وعندما سأل عن لائحة الاتهام، قيل له: "ليس لديك لائحة اتهام" [4، 5].
  • التشفي والانتقام: أكد ناجي أن الاعتقال كان من باب "التشفي والانتقام"، حتى أن أحد الضباط قال له: "أنت هنا تأكل وتشرب أفضل من أن تذهب فتموت في غزة" [4، 5].

عند خروجه، صُدم ناجي من حجم الدمار الذي حل بغزة، لدرجة أنه مازح السائق متسائلاً إن كانوا قد أتوا بهم إلى غزة أم إلى "غازي عنتاب" بعد الزلزال.

الرسالة الخالدة والانتشار العالمي

على الرغم من الفقد المرير، يصر ناجي على أن "إن كان صالح قد مات فالرسالة لا تموت"، وأن الهدف النبيل السامي هو الذي رفع ذكر صالح. وقد تجلى تأثير صالح العالمي في الاتصالات التي وردت لرثائه من دول متعددة، مثل قطر، باكستان، كازاخستان، مصر، الأردن، والإمارات، مما يؤكد أن صالح أثر في الوعي الجمعي عالمياً.





NomE-mailMessage