قصة ترند: عندما يخذل الحب - صراع "سوار" مع الذاكرة المفقودة والماضي الغامض
1. الصحوة الباردة والوجه الغريب
فتحت سوار عينيها ببطء، لم يكن السقف الذي فوقها مألوفًا، ولا رائحة المعقمات الخفيفة في الهواء. "أين أنا؟" همست، فاندفع نحوها وجه رجولي وسيم، وعينان تفيضان قلقًا. "حمد لله على السلامة يا عمري. لقد قلقتِ عليّ كثيرًا". اسمه "فارس". هذا ما أخبرها به. قال إنه خطيبها، وأن الحادث الذي تعرضت له أفقدها الذاكرة لآخر ثلاث سنوات. بالنسبة لفارس، كانت هذه أسوأ صدمة، وبالنسبة لسوار، كان هذا الرجل غريبًا تمامًا.
كان يحكي لها عن تفاصيل علاقتهما: عن أول لقاء، عن الأغنية المشتركة، عن أحلام الزواج والمنزل على الساحل. كانت كل كلمة منه تحمل صدقًا مؤلمًا، لكن قلب سوار ظل صامتًا، لا يستجيب لأي نغمة من هذا الماضي المزعوم. كانت تشعر بفراغ بارد، وبإحساس خفي بالخطر كلما اقترب منها. هذا الشعور المتناقض كان الشرارة الأولى في قصة ترند جديدة.
2. البحث عن فُتات الماضي
لم تستطع سوار أن تستسلم لواقع صُنع لها. بدأت رحلتها السرية في منزل فارس الفاخر، الذي كان من المفترض أن يكون بيتها. كانت تبحث عن أي دليل، عن أي صورة، عن رسالة قديمة توقظ شيئًا في أعماقها. وجدت صندوقًا خشبيًا مخبأً أسفل خزانة الملابس. كان مليئًا بالصور والرسائل التي تثبت علاقتهما، صور سعيدة لامرأة تشبهها، لكن عيونها كانت تحمل لمعة لم تعد موجودة الآن.
إلا أنها عثرت على شيء آخر: محفظة قديمة تخصها. داخلها، لم تجد بطاقات ائتمان أو هوية، بل صورة باهتة لرجل آخر، ابتسامته دافئة ومطمئنة، وخلف الصورة، كُتب بخط يدها الرقيق: "حبيبي خالد، لن يفرقنا شيء."
شعرت سوار بدوار. من هو خالد؟ وهل كان هو حبها الحقيقي الذي محاه الحادث، أم مجرد صديق قديم؟ كلما حاولت سؤال فارس عن خالد، كان يتجاهل الموضوع ببراعة، مدعيًا أنه مجرد زميل عمل قديم، أو أن ذاكرتها تخلط الأمور. بدأ الشك يتسلل إلى قلبها، وتحولت الرواية الاجتماعية إلى لغز يطاردها. لقد كانت هذه النقطة هي جوهر قصص رومانسية ترند، حيث يتشابك الحب مع الغموض.
3. اللغز والاعتراف المؤلم
بمساعدة ممرضة سابقة في المستشفى (والتي كانت تُنشر أسرارها في مدونة بلوجر محلية)، علمت سوار أن حادثها لم يكن مجرد حادث سير عادي، بل كان محاولة اعتداء فاشلة. وأن فارس هو من نقلها إلى المستشفى، لكنه أصر على عدم تسجيل تفاصيل الحادث كاملة. بدأ الخيط يتضح أمام سوار.
ذات ليلة، بينما كان فارس غارقًا في نوم عميق، وصلت سوار إلى هاتفه. كانت تعرف رمز المرور من ملاحظة سابقة لها. وجدت رسالة نصية قديمة أرسلها فارس إلى شخص مجهول: "تخلصت من خالد، وسوار أصبحت لي. خطتي نجحت."
انهار العالم أمام سوار. لم يكن فارس هو خطيبها المثالي، بل كان مهووسًا، دبر الحادث، وحذف ذاكرتها عن طريق الصدمة ليحل محل الرجل الذي أحبته. لم تكن الصدمة وحدها هي ما أفقدها الذاكرة، بل كانت محاولة بائسة لدفن حقيقة كانت ستكشف أمره.
في الصباح، واجهت فارس بهدوء قاتل. وضعت الهاتف أمامه مع الرسالة. تحول وجهه إلى قناع من الرعب ثم العنف. اعترف بكل شيء، بدموع التماسيح أولاً، ثم بحدة المالك الذي فقد سيطرته: "أحببتكِ أكثر منه! أليس الأهم أن تكوني معي؟"
4. الحقيقة القاسية والنهاية المفتوحة
هربت سوار من المنزل في منتصف الليل. لم تتجه إلى الشرطة بعد، بل إلى العنوان الذي وجدته لخالد في رسالة قديمة. وجدت خالد، الذي لم ينسَها لحظة، وكان يبحث عنها منذ شهور، بعد اختفائها المفاجئ عقب الحادث.
عندما رآها، لم يستطع أن يصدق عينيه. احتضنها بشدة، واعتبرها معجزة. روى لها خالد القصة كاملة: كيف أن فارس كان زميلهما وحاول مرارًا إبعادها عنه، وكيف دبر حادث السيارة الذي كاد يودي بحياتها وحياة خالد.
في تلك الليلة، لم تستعد سوار ذاكرتها، لكنها استعادت إحساسها بالأمان والحب الحقيقي. لم يعد يهمها استرجاع الماضي بقدر ما يهمها بناء مستقبل حقيقي وصادق مع الرجل الذي شعر قلبها بالدفء بجواره.
تُركت قصة ترند "سوار" مع نهاية مفتوحة، حيث تبدأ معركة قانونية لتقديم فارس للعدالة، ورحلة أطول وأكثر أهمية: رحلة بناء علاقة جديدة على أساس الإحساس العميق بالحب الذي لم تستطع الذاكرة المفقودة محوه. هل سيعود الحب القديم كما كان؟ أم سيخلقان معًا قصة عشق جديدة وأقوى؟ هذا ما سيكشفه الزمن.